{وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الهَوَى فَإِنَّ الجَنَّةَ هِىَ المَأْوَى}.{مَقَامَ رَبِّهِ}: وقوفه غداً في محل الحساب. ويقال: إقبالُ الله عليه وأنَّه راءٍ له.. وهذا عينُ المراقبة، والآخَر محلُّ المحاسبة.{وَنَهَى النَّفْسَ عِنِ الْهَوَى} أي لم يتابع هواه.قوله جلّ ذكره: {يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا}.أي متى تقوم؟{فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا}.مِنْ أَين لك عِلْمُها ولم نعلمك ذلك.{إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَآ}.أي إنما يعلم ذلك ربُّكَ.{إِنَّمَآ أَنتَ مُنِذِرُ مَن يَخْشَاهَا}.أي تخوِّف، فيقبل تخويفَك مَنْ يخشاها ويؤمن.{كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُواْ إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا}.كانهم يومَ يَرَوْن القيامة {لَمْ يَلْبَثُواْ عِشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا} فلشدة ما يرون تقل عندهم كثرةُ ما لبثوا تحت الأرض.